لكي لا تنسى..
ما لبث فينا إلا قليلا، لم يشأ أن يحل علينا ضيفاً ثقيلاً، نستثقل طول مكوثه بيننا ،، ونتهامس بين بعضنا البعض ونتناجى ونمني النفس بقرب موعد رحيله عنا، لكنه بعد أن قضى موعده المحدد المحدود ودعناه وداعاً “كلاسيكياً” رتيباً بدموع صلاحيتها تنتهي بعد سويعات محدودة، وأيام معدودة.
إنه شهر الله، شهر الخير والبركة، شهر رمضان المبارك، لكن الاختلاف في المعادلة أننا نحن من حللنا ضيوفاً فيه، قال رسول الله (ص): ” شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله..”
بعد أن أُعلن عن ثبوت هلال العيد، أخذنا نبارك لبعضنا حلول عيد الفطر السعيد، وأخذ كل منا يستعد لهذا اليوم، سواءً بتجهيز ثيابه الجديدة، وإخلاء محفظته لكي تتسع للمبالغ التي سنحصدها صباح العيد..
وبالفعل.. أقبل علينا عيدنا المبارك، وبعد صلاة العيد قمنا بتبادل التهاني والتبريكات وتزاورنا فيما بيننا..
وبعد ذلك كله… ماذا حدث؟!
هل نسينا شهر رمضان؟ أم نسينا ليلة –هي خير من ألف شهر- القدر؟ أم نسينا قيام الليل وصيام النهار؟!!
يجب على كل فرد منّا أن يغير نمط حياته بعد أن منّ الله عليه بدخول الموسم الإيماني العبادي، ليتطهر من ذنوبه ويزيل عنه درن الآثام..
فالجدير بنا أن نواصل هذا الطريق النوراني، ولا نتلطخ بالسيئات والخطايا، فالعاقل من لم ينحرف عن خطه الذي سار عليه طيلة شهر كامل، وأن يواصل ما بدأه كتلاوة القرآن الكريم، ولا يلقيه مهجوراً قابعاً في مكتبته إلى أن يحل شهر رمضان بعد أحد عشر شهراً..