هو الأستاذ أحمد بن عبد الله بن عيسى الإسكافي السنابسي البحراني المولد والمنشأ، كان ترتيبه الخامس في الأسرة، وُلِدَ عام 1954م، وكانت
ولادته بمثابة ولادة الأمل والحب، وانبثاق الحياة من جديد في ذلك البيت.
عاش الأستاذ أحمد وترعرع في كَنَف أبوَيه الكريمَين، وكانا معروفَين بالإيمان والتقوى والولاء لنبينا محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع)، فنشأ الأستاذ نشأة إسلامية وانغرست سِمات الإيمان في شخصيته. تُوفِّيَ والده الحاج عبد الله والأستاذ في الصف الخامس الابتدائي يبلغ من العمر 12 عامًا، وذلك في عام 1966م، فتكفَّل بتربيته ورعايته أخوه الأكبر عيسى.
التحق الأستاذ أحمد بالدراسة الابتدائية عام 1961م بمدرسة الخميس وأتمَّها بمدرسة السنابس، ثم درس الإعدادية بمدرسة الخميس، وتوجَّه بعدها إلى التعليم الصناعي بمدرسة جدحفص الثانوية الصناعية، وتخرَّج منها عام 1971م، فتزوَّج مباشرة، والتحق مُوظَّفًا في العام نفسه بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وقضى فيها 11 عامًا حصل فيها على دورة دراسية في البحرين عام 1974م، وابتُعِث في دورة أخرى إلى بريطانيا في سبتمبر 1978م، ثم استقال من عمله عام 1982م وعمل مدرِّبًا بوزارة الأشغال والكهرباء والماء، وابتُعِث في دروة دراسية تدريبية إلى إيطاليا في نفس العام.
مارس الأستاذ عدَّة هوايات منها صيد الأسماك والتصوير والرسم والخط، كما كان متولِّعًا بالقراءة والكتابة، وبالخُطب والمحاضرات والمجالس الإسلامية، وممّا كان يستحوذ على إعجابه بشكل خاص محاضرات الشيخ عبد الوهاب الكاشي، والتي كان الأستاذ لا يكتفي بحضورها وسماعها، بل يلخِّص محتواها أيضا.
كان الأستاذ يقيم مجلس قراءة القرآن الكريم في مجلس بيته خلال ليالي شهر رمضان المبارك من كلِّ عام، وقد تحوَّل المجلس في باقي أيام السنة منذ عام 1976م إلى مكان للالتقاء والدراسة، إذ احتضن فيه الشباب واستطاع أن يبني الكثير منهم بناءً إسلاميًّا رصينا، فاعتمد عليهم فيما بعد في تأسيس مشروع تعليم الصلاة والتدريس بالمأتم، وتوجَّه عدد منهم إلى الجامعات الأجنبية فكانوا رُسُلًا للإسلام هناك.
أسَّس الأستاذ مشروع تعليم الصلاة بدءًا بمأتم بن خميس عام 1977م، ثم توسَّع إلى مأتم السنابس، ونقل التجربة في مأتمَين للنساء، وغرس بذرته في منطقة السنابس الشرقية، ودعا أبناء المناطق الأخرى إلى تبنّي فكرة المشروع.
وقد كتب الأستاذ عددًا من المقالات والآراء التي نُشِرَت في بعض المجلات مثل مجلة المواقف ومجلة الأمل ومجلة التوعية في الفترة بين 1976-1981م، كما ألَّف عدَّة كُتيِّبات إسلامية طُبِعَ منها كُتيِّب الضياع، وكُتيِّب بعنوان المراهقة بين المشكلة والحل، وكتاب فلسفة الحب في الإسلام، وله كُتيِّب آخر رابع اسمه نفحات من نهج الوصيّ، وغادر الدنيا وهو يكتب في كتاب العمل والعامل وإدارتهما في الإسلام.
تُوفِّي أستاذنا غريقًا في الهند في 28 أغسطس 1985م عن عمر يناهز الـ31 عامًا قضاها في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى دين الإسلام، ونُقِل جثمانه إلى البحرين ودُفِن بجوار قبر أبيه في مقبرة السنابس.