سلسلة مقالات الأستاذ أحمد الإسكافي (رحمه الله) – 3
نرفض . . . . ولا نرفض
الشباب هو العمود الفقري للمجتمع فإن توفرت القدرة والامكانات النافعة لديه استطاع أن ينهض ويبني مجتمعه بنيانا ً رصينا ً وإذا حدث العكس من الشباب أصبح معولا ً هداما ً.
وهناك ظاهرة مرضية يعاني منها مجتمعنا العربي والإسلامي تهب عليه ريح نتنه من بعض الشباب الذي يدعي الثقافة والوعي وهذا البعض هو ممن اتاحت له الظروف الفرصة ليدرس في الدول الأجنبية الغربية، إذ أنه لا يكاد يعود من الدراسة إلا ونلاحظ عليه إنه وقع تحت عملية غسيل مخ وتأثر تأثرا ًَ كبيرا ً بما اكتسبه من طباع وعادات غربية تتنافى وتربيته الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حتى إنه يصل الأمر أحيانا ً بالبعض للتنكر والرفض للقيم الرفيعة.
فالطالب من هؤلاء الضعاف حينما يتواجد في المجتمعات الغربية يعيش كالأعمى لا يستطيع أن يفرق بين الأسود والأبيض فيتلقف كل ما يوحى إليه ويأخذها أخذ المسلمات ويجعلها مقياسا ً للواقع نتيجة قصر نظره، فيتصور كل ما حشته مواضعات الغرب في عقليته أنه عين الصواب الذي يتفق مع واقع الحقيقة.
فدعوة إلى هؤلاء وأولئك أن يبادروا بالتوجه إلى التسلح بالإيمان قبل التوجه إلى العلم والتعلم لتتوفر لهم مناعة حصينة تحول دون القضاء عليهم وليكونوا بحق عدة لأوطانهم ومجتمعاتهم إذا ما عادوا من الدراسة والتحصيل.
نحن نرفض الغرب بسلبياته ولا نرفض إيجابياته وما يمكن أن نستفيده منه عن طريق الدراسة والتحصيل سواء كان ذلك في مجال التصنيع التكنولوجي أو التقدم العلمي ولكن يجب أن يرتبط ما نتوجه إليه من علم وتعلم بالإيمان النابع من مفاهيمنا الإسلامية.
الأستاذ أحمد الإسكافي – السنابس
27 – 2 – 1978