البرامج الخطابية في مشروع تعليم الصلاة … الأهمية والأثر
قدم الأستاذ ياسر عباس خميس بحثاً بليلة المدرسين في (16/1/2015م) تحت عنوان: البرامج الخطابية في مشروع تعليم الصلاة.. الأهمية والأثر.. البرنامج المفتوح نموذجاً..
وقد أوضح في مقدمته أنه في كل مرة يشارك فيها بليلة المدرسين تتزاحم أمامه مجموعة من العناوين، وينتصر العنوان المتعلق بمشروعنا دائماً، وأنه يفضل البحث في ما يحتاجه المشروع كي نحصل على ثمار البحث، وذكَّر بأنه سبق وأن طرح موضوعاً بعنوان (ليلة المدرسين.. الأهمية والأثر) والآن عن البرنامج المفتوح، وتمنى أن تستمر حلقات (الأهمية والأثر).
بعد ذلك قدم الأستاذ ياسر خميس تعريفاً لما يقصده بالبرامج الخطابية قائلاً: هي الأنشطة التي تُتيح لمدرسي المشروع وطلابه فرصة الانتاج والعرض الفكري، والأدبي، والفني بلغة اللسان والقلم.
وفي أهميتها أوضح ما فضلنا الله جلَّ وعلا به على سائر الخلق، وهي مهمة (التفكير والنطق)، وبدونها يغدو الانسان غير مميز حتى عن الحيوانات،حيث تعريفه باصطلاح المناطقة أنه: (حيوان ناطق).
ولعظمة هذه المهمة فإن الله تعالي وبحسب الحديث القدسي المروي عن أهل البيت (ع): “لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل، أدبر فأدبر، فقال: ما خلقت خلقاً أحب إلي منك، وعزتي وجلالي بك أثيب وبك أعاقب.
وقال لافتاً: “لاحظوا معي أنني ذكرت في التعريف الآنف (الانتاج)، كي أفرق في المعارف بين المُنْتَج منها والمُجتر؛ لأن المطلوب في برامجنا الانتاج دائماً، وليس الاجترار.
كما وفي الأهمية أيضاً فإننا بالخطاب نتمكن من التغيير. إن الخطاب هو آلية من آليات الأنبياء والرسل والأوصياء والوعاظ لتغيير المجتمعات، ولابد لنا كمشروع ديني أن نهتم بهذه البرامج الخطابية”.
وأما فيما يتعلق بالأثر، فقد ذكر أثرين مهمين:
1-التغيير على الذات، بحيث يتكامل العقل، ويتحقق الوعي.
2-التغيير على المجتمع؛ لمَّا يزداد عدد مستخدمي العقل والمنطق من جانب، ويتأثر باقي المجتمع بخطاب هذا العدد من جانب آخر.
وكنموذج لتلك البرامج الخطابية أفرد الباحث للبرنامج المفتوح بمشروع التعليم وقتاً خاصاً كنموذج لما سبق، وتناوله من حيث: الفكرة والنشأة، فالنمو والرعاية، وختم بالثمرة حيث تم تخريج دفعات من المتكلمين أمام الجموع بجرأة وحرية واستقلالية في التفكير، إذْ مسك أولئك الخريجون محافل المنطقة لمدة أثَّرت إيجابياً عليها.
ثم استطرد إلى تقييم محاولة إرجاع البرنامج الأخيرة، وسجل عليها النقاط التالية:
1- لم تتميز بالنفس الطويل.
2- لم يكن المكان مناسباً لعدد الحضور القليل، مما أوحى بالفشل في استقطاب منتسبي المشروع.
3- غلب على الحضور الأطفال، ولم يكن قد نجحت تجربة الإعادة بعد.
4- ربما لم تقيم التجربة أصلاً، واتخذ قرار الانقطاع دونه.
وختم بحثه بسؤال: ما المطلوب؟ وكان جوابه في نقطتين رئيسيتين:
الأولى: إعادة التجربة، مع مراعاة التقييم الآنف.
الثانية: تحدي التكنلوجيا، التي شغلت الناس عن حضور هذه البرامج تحت مبرر أننا يمكن أن نجد على شبكة الانترنت الأجود منها، ونسى المقارنون أن ما يتابع على الانترنت هو في الغالب استهلاك وأن ما يقدم في البرنامج هو انتاج، ناهيكم عن الجو الاجتماعي والأخوي، وإمكانية التواصل والتأثير والتأثر المباشر، ويمكن أن نستشهد بالحضور المكثف في المواسم الدينية كعاشوراء مثلاً كتحدٍ وانتصار على الانشغال السلبي بالتكنلوجيا.