إشاعة الفضيحة و تتبع عثرات الناس
عادةٌ لم تعد خافية على أحد منّا ، و هي آخذة في الإنتشار مثل النار في الهشيم ، والناس لا حول لهم و لا قوة في أنفسهم عندما تأمرهم بالدخول إلى ساحة الغيبة و ملاحقة عورات الناس و إيجاد حاصل قسمة و جمع زلاّتهم ..
لا يوجد أحدٌ من البشر خالٍ من العيوب ، كذلك لا يوجد من البشر إلاّ من يريد من الله أن يستر عليه ، لذلك يكون من السوء و الفحش إشاعة الفضيحة و تتبع عثرات الناس في الوقت الذي نطلب من الله الستر علينا ..
يقول الرسول (ص) : ” من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة “
يأخذ بك بصرك إلى أي تجمّعٍ في إحدى إجتماعاتنا
تكاد لا تخلو تلك المجالس من شخوصٍ نذروا أنفسهم لنقل ما يدور في بيوتات المؤمنين ، و أقسموا على أنفسهم أن يحصوا عيوب الخلق ، حتى إذا ما تحدّثوا كانت آذان الحاضرين كلها صاغية و هي تستقبل تلك السموم السمعية ، و كل ما من شأنه أن يقطّع لحمة المجتمع الواحد .. بل يفيض من كرمه على مواضيعه بتحريض الناس على آخرين !
ربما لم يكونوا يعلموا أن بفعلهم هذا هم أقرب ما يكون للكفر !!!
و في هذا يقول الباقر (ع) : ” إن أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل الرجل على الدين و يحصي عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوماً “
هكذا هي حال إجتماعتنا ، نروي عن بعضنا من يُوجب الفرقة و القطيعة ، و لا يوجد بيننا من يقول كلمة الحق ، و يتراجع المؤمن رويداً رويداً فيعلق بشباك الغيبة و النميمة ، و يُعرف بعدها هاتكاً لستر الناس ، فاضحاً للمؤمنين من دون أن يشعر ، حتى إذا ما تأصّلت تلك العادة و استشعر ما ألم به لاحقاً حاول أن يعود إلى سابقه فلا يستطيع ذلك .
يقول الرسول (ص) : ” من روى على مؤمنٍ رواية يريد بها شينه و هدم مروئته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان ” .
ياسر عبدالله خميس