قصيدتان للأستاذ والمشروع
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائه إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصيدتان قصيرتان – الأولى للأستاذ المرحوم أحمد الإسكافي والثانية لكم وللمشروع:-
السيد ناصر العلوي | البرنامج المفتوح
أ) القصيدة الأولى:-
رَقـرَقَ السُّـنـدس من عَـيْـنَيكَ عِطْراً فتوشَّى الوردُ مِنْ وَجْهِكَ سِحْرا
أنـت مِـنْ فَــوقِ بِـسـاط الـريحِ تَأتي ومِـنَ الوِجـدانِ قَـدْ رتَّلْتَ سِـفرا
قــدْ أَسَــرْتَ الــوَجْــدَ مِـنِّـي فـكَـاَنِِّي دونَ هـذيْ النـاسِ لا أَسْأَمُ أَسْرا
وأراكَ الـغُـصْـنَ يـزدادُ اِخـضِـراراً كُـلَّـمـا الـدَّهـر بـهِ أوْقَـعَ كَـسْـرا
لَــمْ تَــزَلْ هــذْه الأجــسـادْ نـبــضـاً صـارخـاً حَـيَّ علـى المأتمِ طُرَّا
ذُوبوا في المشروعِ والدرسِ جميعاً مثلـما ذبتُ أنا في الدرسِ عمرا
****
أيـهـا النـوارُ أسْـرجـتَ طـريقي بـدروس أَقْــمَـرَتْ حُـلْـمـاً وَ بِـرَّا
أنـت يـا لذَات التي فَلْسَفَ دربي نـورُها إذْ أشْـعَلَتْ وَعــياً وفِـكـرا
قريتي كانَتْ كَما الصحراءُ تَـقفو فَوْقَُها الريحُ اشْتَـكَتْ جَذباً وقَـفْـرا
ثُـمَّ حَـطَّـتْ رِجْـلُـكَ فـوقَ ثَـراها وبِمشـروعِـكَ قـدْ فَـجـَّرْتَ بَـحْـرا
ب) القصيدة الثانية:-
لِخَاطِري لا يُقْبِلُ الشِّعْرُ إلاّ إِذا تَوَسَّمَ الحِبْرُ
أنْ ألتقِي أَحِبَّةً وَلْهى كما التقى بِغُصْنِهِ الزَّهْرُ
حَيْثُُ هُنـا مَشْروعُنا صَرْحٌ لَهُ بِكُلِّ مُهْجةٍ حَفْرُ
كأنّهُ الوَرْدُ إذا أخْفى جَمالَهُ أشَاعهُ العِطْرُ
كأنَّهُ النَّجْمُ وقَدْ لبَّتْ مِنْ حَوْلِهِ كَواكِبٌ كُثْرُ
أَعْظِمْ بِهِ سَفينَةَ الخَيْرِ يَغْرَقُ في عطائِها البَحْرُ
أَشْهَدُ أَنَّ أَحرُفِي مِنْهُ تَنَفَّسَتْ فانْتَظَمَ الشِّعْرُ
****
مَشْروعنا وهَا هُنَا حَشْدٌ على الهُدى يَجْمَعُهُ الخَيْرُ
تَوَّجْتَ طُلاَّبَكَ مِنْ تاجٍ لَمْ يَرْتَقِي لِلِبْسِهِ البَدْرُ
مَشْروعَنا وانداحَتِ البُشْرى ضمائِلاً يَرُفُّها بُشْرُ
وازْدانَتِ الطُلابُ فازدانَتْ قريتُنا وافْتَخَرَ البَدْرُ
يا أَيُّها الطُّلابُ يا أَنْقى مِنَ النَّدى .. لو يَسْقُطُ القَطْرُ
يا أيُّها الطُّلابُ يا أَحْلى مِنَ الضُّحى لأَِنَّكُم دُرُّ
هذا هُوَ المَشْروعُ أَسْقاكُمْ عُلومَهُ فانْتَعَشَ الفِكْرُ
وضَمَّكُمْ لِدَرْسِهِ حُبَّاً كَما يَضّمُّ قَلْبَهُ الصَّدْرُ
فَواجِبٌ ونَحْنُ طُلاّبٌ مِنْ قَلْبِنا أَنْ يَنْطِقَ الشُّكْرُ
نَنْنُ وَلَو نَمْلُكُ دُنْيانَا فَدُونَهُ كُفوفُنا صِفْر
****
مَشْروعَنا وهَا هُنا رُوحٌ قَائِلَةٌ كَمْ يَرْخَصُ العُمْرُ
مُدَرِّسونَ أَخْلَصوا حُبَّاً إِلَيْكَ، ما أَوْقَفَهُمْ عُسْرُ
سارُوا بِدُرْبِ أَحْمَدَ عُشْقاً حَيْثُ بهِ الأَنْوارُ والطُّهْرُ
لِصَبْرِهِم في الدَّرْبِ أَقْدامٌ مِنْ تَحْتِها قَدْ شَهِدَ الجَمْرُ
وَوَقْتُهُمْ لِدَرْسِهِمْ رَحْبٌ وقَلْبُهُم كَأَنَّهُ فَجْرُ
وفِكْرُهُمْ إلى السما وَصْلٌ وكَفُّهُمْ إِلى الهُدى جِسْرُ
تَحْضُنُهُمْ مآتِمُ فيها مُحَمَّدٌ وآلُهُ الغُرُّ
فَبِنْ خُميسَ مأتَمُ تِبْرٌ ومَأْتَمُ السَّنابِسِ تِبْرُ
كَضِفَّتَيْنِ أَصْبَحَا فِينا وَسْطَهُما مُشْروعُنا نَهْرَ