سلسلة مقالات الأستاذ أحمد الإسكافي (رحمه الله) – 1
الأسرة وتجارب من الشرق والغرب
إن نظرة واحدة على المجتمعات الغربية تؤكد لنا أن الأسرة هي الأساس. فهذه المجتمعات عندما لجأت في السنين الأخيرة إلى تفتيت الأسرة والاعتماد على الأفراد والأفراد فقط كانت النتيجة أن نشأت مجتمعات منحلة في الشرق والغرب على السواء، لقد حققوا تقدما ً خرافيا ً ولكنهم للأسف حققوا خسائر بشعة في مجال المجتمع. وأدركوا أن التقدم المادي ليس كل شيء وإنما كان يجب الحفاظ على كيان الأسرة، وأصبحت هذه المجتمعات التي كانت تفاخر طويلا ً بتقدمها عن الشرق، والتي أزاحت الدول العربية عن قمة الحضارة لتصبح بين الدول المتخلفة أضحت هذه المجتمعات تتمنى هذا الرابط الأسري الموجود في الشرق العربي، بل إن المتتبع لأي زائر للمنطقة يدهش لما يتردد على لسان هذا الزائر من أنه في الشرق العربي يشعر بدفء الأسرة العربية القديمة التي كانت تتيح الترابط بين الأفراد هذه الظاهرة يجب أن تدفعنا للاهتمام بالأسرة في مجتمعاتنا ووقف موجة التقليد من الغرب ومحاولة السير في طريق يتأكد لنا يوما ً بعد يوم أنه طريق شائك، سوف يكون من العبث أن تمر بتجربة مر بها الآخرون وثبت له أنها فاشلة.
سوف يكون من العبث أن تقلد الغرب في تفكك الأسرة. الغرب يحاول الآن أن يعيد للأسرة نفوذها حماية لمجتمعاته من الدمار، وأفضل الطرق لإقامة الأسرة العربية على أسس قويمة هو الدين، هذا الأساس الذي يجب أن نرسخه في ذهن الجميع عبر المدرسة وعبر كل الأجهزة القادرة.