سلسلة مقالات الأستاذ أحمد الإسكافي (رحمه الله) – 6
الأنظمة الوضعية
من المسلم به أن الأنظمة الوضعية هي ( أرذل ) النظم التي عرفتها البشرية، وأكثرها تعقيدا ً لحرية الأوطان وحرية المواطنين. ومن المسلم به أيضا ً أن النظم الوضعية باعتبارها نظما ً من صنع الإنسان، لا تخلو من عيوب وقصور عند التطبيق. وهي في الواقع لا تستطيع أن تجعل من داخلها القدرة على تطوير نفسها مهما دعت الحاجة لأن حلول المشكلة تجعلها فيما بعد مشكلة. لكن الصورة ليست هكذا تماما،ً بل على العكس من ذلك، فقد تعرضت النظم الوضعية، في أنحاء العالم لضربات مروعة كادت أن تشكك في صلاحيتها وفي جدواها.
بل أن الأجيال المعاصرة من الشباب أخذت تفقد ثقتها من الأنظمة الوضعية وتتلفت حولها باحثة عن نظام جديد يعصم سيرها ويؤمن مستقبلها.
ولو تتبعنا محنة النظم الوضعية في كل بلد منذ نادى “جان جاك روسو” بنظريته العقد الاجتماعي وحتى الآن لوجدنا أن وراء هذه المحنة مشاكل جعلت الإنسان يفقد وجوده واتزانه من الإنسانية وأخذ يتقوقع وينصهر في بوتقات خارجة عن نطاقه الإنساني.
الأستاذ أحمد الإسكافي
23 – 5 – 1977
مجلة المواقف