الشيطان يهزم
قال محمد :
كنت في كل يوم أستيقظ صباحاً ولا أقوم للصلاة إلا والشمس متعالية في السماء ، وحاولت كثيراً أن أستيقظ مبكراً للصلاة ولكن باءت محاولاتي بالفشل !
فصرت أفكر في أمري ماذا أفعل؟ ماذا أعمل؟
الآن وجدت الحل (( الساعة الرنانة )) ، وضعتها فصرت أستيقظ مبكراً في كل يوم إلا أني بعد مدةٍ وجيزة لا تتعدى الأسبوعين تعودت على الساعة فلم أعد أسمعها ، و إذا أيقظتني أسكتها و أغلقت فاها كي لا تتكلم !
لم أرتاح في حياتي يوماً من الأيام و أنا هكذا ، فرجعت إلى سبب قيامي متأخراً فوجدت أني كل يوم عندما أحاول القيام للصلاة يخاطبني شخص
و يهمس في أذني (( أن لا تقوم )) و يحاول أن يلزمني بفراشي، يا ترى من هذا؟ و من عسى أن يكون ؟ لم أعرفه قط، و لم أره، و لكني سمعت أناساً يقولون: إنه الشيطان ! و من هو الشيطان و لم لا يظهر كي أراه ؟ سأحاول هذه الليلة رؤيته، فبقيت أنتظر مجيئه و لكني لم أره ؟ و لما استيقظت صباحاً غير مبكر تلفت يميناً و شمالاً فلم أره.
أين يختبئ ؟ و طفقتُ أسأل عنه فقالوا لي إنه لا يُرى و إنما يوسوس لك في صدرك فحاول أن تتغلب عليه بالإرادة.
لقد فهمت كل شي ء عن إبليس هو ذلك الشخص الذي أغوى أبانا آدم و أمنا حواء ولا بد من القضاء عليه.
نمت بعد ذلك في ليلةٍ ما مبكراً عقب أن عرفت كل شيء عن إبليس و استيقظت مبكراً و جاء اللعين يهمس في أذني ، بل إني أحسست انه يمسكني و يحبب إلي النوم و لكن خاطبته بهذه الجملة (( هيهات أن أترك الصلاة أو أؤجلها من أجل خبيث مثلك و أعصي الله)).
فعاودني وتردد علي مرة بعد مرة وأنا أقوم لأتوضأ و عند الصلاة و أثنائها و بعد الصلاة وفي كل وقت فاستعذت بالله منه فهرب عني ، و هكذا في جميع أيام حياتي التي بقت كنت أستيقظ فأقوم للصلاة لا أترك له مجالاً بالوسوسة فآيس مني و بحث له عن شخصٍ آخر لعله يغلبه ، أو يتغلب ذلك الشخص عليه .
ثم أني علمت أن إرادة الإنسان تغلب الشيطان إذا أُحكمت.
حسين سهوان
مجلة الفلاح
العدد44
شعبان 1407هجريه