“حديث عن مشاكل الأبناء مع الآباء والأمهات” مع السيد كامل الهاشمي
استضاف مشروع تعليم الصلاة بالسنابس بالتعاون مع مشاريع التعليم في أبو قوة والمصلى واسكان جدحفص والسهلة الجنوبية سماحة السيد كامل الهاشمي، وذلك ليلة الجمعة 7/5/2015 بصالة الإمام علي (ع) بمأتم السنابس.
وتناول سماحة السيد في محاضرته “حديث عن مشاكل الأبناء مع الآباء والأمهات” ضمن برنامج شرف التكليف 1436 ه – 2015 م.
بدأ السيد الهاشمي بحديث عن تربية الأبناء، والأطر الشرعية المنصوصة في هذا الجانب من سادتنا المعصومين (ع). وبيّن سماحته التحديات والصعوبات العديدة التي تواجه تربية الأبناء في عصرنا هذا، وأكد على جانب ملاعبة الطفل في سنينه الأولى، والذي له الأثر الكبير لمصاحبة الإبن لأبيه والبنت لأمها، الأمر الذي سيحل عديد المشاكل التي ستحصل في عمر المراهقة.
بعدها فُسح المجال للحضور لطرح مشاكلهم، والتحاور عن معاناتهم المصاحبة لتربية أبنائهم. ومن أهم القضايا المطروحة معالجة الشهوة الجنسية عند الشباب والمراهقين، فتحدث السيد بأننا نواجه مشكلة كبيرة في كيفية تعامل الشاب والشابة مع هذه القضية، والتي يكون فيها طرف المشكلة في مواجهة مسارات ثلاثة:
المسار الأول: اللجوء إلى تفريغ الشهوة الجنسية من خلال الطريق الخاطئ، والخارج عن نهج الدين والشريعة، ولاشك أن هذا الطريق لا يمكن القبول به، والتغاضي عن أخطاره المدمرة، وآثاره السيئة على المجتمع والفرد نفسه.
المسار الثاني: كبت وقمع هذه الشهوة، ولا شك أن هذا الأسلوب ربما لا يقل ضرره الشخصي عن ضرر سابقه، فالكبت يولد الكثير من الأمراض والعقد النفسية، والتي ربما تنتهي إلى حالات الكآبة والانعزال الكامل عن المجتمع، والإحباط النفسي للذات.
المسار الثالث: اللجوء إلى الزواج المبكر، ولا شك أن هذا المسار هو الذي يبرز كحل واقعي وحاسم لهذه المشكلة، إلا أن النظام الاجتماعي المعاصر أصبح لا يتقبل هذه الفكرة على المستوى النظري، فضلاً عن أن يتقبلها ويمارسها على المستوى العملي والخارجي، ولكننا حينما نريد أن نعود إلى تحكيم مرجعية ديننا الإسلامي في قبال فكر النظام الاجتماعي البشري الحديث والمعاصر فسنلاحظ أن الإسلام حثّ على الزواج المبكر، وأكّد أهمية تحقيق هذا الأمر من قبل أولياء الأمور تجاه أبنائهم وبناتهم بوصفه حقاً طبيعياً وشرعياً لهم، فعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: ( إن الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه -صلى الله عليه وآله- فكان من تعليمه إياه أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتنى أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء، فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ).
وحول محور آخر، في معرض الإجابة عن سؤال أحد أولياء الأمور حول الكذب الذي يصاحب هذه المرحلة، وتكلم السيد حول هذه النقطة موضحًا أن الكذب من الصفات المكتسبة، حيث يكتسبها الطفل من مشاهداته ومعايشته للأسرة والمجتمع، مقدمًا توصيته للآباء والأمهات ضرورة الوفاء بوعودهم لأبنائهم، لما في مخالفته من انعكاس سلبي في نفسية وذهن الطفل.
وعن وسائل التواصل الاجتماعي، تحدث سماحته بأن الخلل لا يكمن في هذه البرامج، بل الخلل يكون في أساليب استخدامها، مبيّنًا بأن حل أي مشكلة تواجهنا يبدأ بإعطائها الحجم المناسب، فلا تضخيم ولا تساهل. وفي رده على تساؤل عن رأسه في أسلوب سحب الهاتف من المراهق أو الشباب، وضح بأن ذلك أسلوب فض غير مقبول، وعلينا التعامل مع المشكلة بشكل تربوي يقترن مع نهج ديننا الحنيف.
وحول موضوع الالتزام بالصلاة، أشار السيد أن الالتزام بالصلاة يبدأ من طريقة البدء بتعويد الولد عليها، حيث أن الأساليب السيئة، والتعامل الخاطئ في الحث على الصلاة، يولد كراهيتها عند الولد والبنت، فإذا نشأ على كرهها فكيف سنتخيل التزامه بها.
وعن عناد المراهقين خصوصًا في مراجعة دروسهم للامتحانات المدرسية، أجاب سماحة السيد بأن مثل هذه المشاكل يجب التعامل معها بحكمة، فكثرة الوعظ تؤدي الى تململ الشاب وعناده، فدعا الى ترك المجال للفشل ليكون هو المعلم، حيث أن ألم الفشل يجعله يتعلم خطأه.
في ختام الحديث، شكر القائمون على البرنامج سماحة السيد كامل الهاشمي، راجين من العلي القدير أن يوفقه ويسدده لما يحب ويرضى.