محاضرة حول “العادة السرية” مع الشيخ هاني البناء
استضاف برنامج “المراهقة .. كيف أجتازها؟!” سماحة الشيخ هاني البناء ليلة الثلاثاء 2/2/2015 ، لالقاء محاضرة بعنوان “العادة السرية”.
ابتدأ سماحة الشيخ البناء محاضرته الحساسة ببيان مفهوم العنوان، واصفًا كلمة “العادة” بالفعل المتكرر الذي يولد الإدمان، والشق الثاني “السرية” بالفعل الذي تقوم به سرًا وخفاء عن أعين الناس، وبالنتيجة فإن هذا الفعل سيكون سيئًا طبعًا، مادمت تخشى أن يراك الناس وأنت تفعله. استطرد في المفهوم بعدها باستعراض المصطلحات الأخرى المعبرة عن نفس المعنى، كالخضخضة، والاستمناء وهو طلب المني، وتعمّد اخراجه، ويتم ذلك عن طريق مشاهدة الأفلام والصور الخلاعية، التفكير والتخيلات، نكح النفس باليد.
وتوقف سماحة الشيخ عند بيان السوائل المختلفة التي تخرج من الجسم، وهي:
١) المني.
٢) المذي: وهو ما يخرج عند التفكير والتخيل ومشاهدة الخلاعيات.
٣) الودي: الذي يخرج بعد البول.
٤) الوذي: الذي يخرج بعد المني.
ثم عرض الشيخ مجموعة من روايات أهل البيت عليهم السلام المتحدثة عن الاستمناء، فبيّن حكم أمير المؤمنين (ع) على المستمني بضربه حتى احمرار يده، ووصف الإمام الصادق (ع) لها بأنها من الفواحش، وقوله أيضًا عليه السلام: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة))، ومنهم الناكح نفسه.
ومن ذلك انتقل الشيخ البناء للجانب الفقهي، والأمور المترتبة على الاستمناء، فالاستمناء حرام شرعًا، موجب للجنابة، من مفطرات الصوم، ومن محرمات الإحرام، ومن الفقهاء من يعتبر نجاسة الشخص المجنب جنابة محرمة، ومنها الاستمناء، كما أن هذا الفعل موجب للتوبة.
ومن جهة ثانية، تحدث سماحته عن الأعراض والأمراض الحاصلة من الاستمناء بكلام الأطباء، مثل: التهابات البروستات، الانهاك وضعف البنية، ضعف الذاكرة. وتكلّم عن آثار العادة السرية المترتبة على الشخص من الشعور بالندم، وانعدام الثقة بالنفس.
بعدها وجّه الشيخ حديثه نحو التشريع الإلهي، وذلك بإباحة المنافع وما فيه فائدة، وتحريم الخبائث وما يجّر إلى المفسدة. فبيّن بأن الله سبحانه وتعالى غني، لا ينتفع بطاعة الناس، ولا يتضرر بمعصيتهم، وأنه عزوجل عالم بكل شيء، يعلم المصالح والمفاسد، كما أنه حكيم لا يعبث. فتحريمه لهذه العادة لأنها بلا شك مفسدة تجرّ الإنسان إلى مفاسد كثيرة.
ثمّ خاطب سماحة الشيخ أبناءه الطلاب، بأنكم في بداية السلم -مع بداية سن التكليف-، ومع هذا السن تبدأ الرغبة الجنسية تتولد عند الإنسان، والنفس تمضي على ما تعودت عليه، فعليكم بتحديد مساركم في الدنيا لأعلى عليين بعمل الطاعات والصالحات، أو لأسفل سافلين بارتكاب المعاصى والمحرمات.
الدواعي والدوافع التي تؤدي بالانسان لفعل العادة السرية كانت نقطة الشيخ التالية، فأوضح ثلاثة من هذه الدوافع:
١) الشهوة والرغبة واللذة، وبيّن أن هذه اللذة وقتية، لا تتعدى بضع دقائق، ولكن يتبعها ألم وندم وحسرة.
قال تعالى: ((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى))، وهذه النتيجة التي يتمنى الإنسان الوصول لها.
٢) الضغوطات الحياتية، فمن الناس من يلجأ للاستمناء رغبة منه في التخلص من ضغوطاته التي يواجهها، ولكنه بعدها سيحس بالحزن الشديد.
قال تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))، وقال: ((واستعينوا بالصبر والصلاة))، فهذا علاج التخلص من ضغوطات الحياة.
٣) الأصدقاء، قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))، فلا تهتم بكلام أصدقاء السوء فهم أعداء لا يبغون مصلحتك.
الجنبة الأخيرة في المحاضرة، تكلم فيها الشيخ عن الوقاية من العادة السرية، وكيفية حماية النفس من الوقوع في عمل هذا المحرم:
أولاً: أمور عامة:
١) الاستعانة والتوكل بالله والدعاء.
٢) تلقين النفس بأضرار وآثار الاستمناء، ((ما ضعف بدن عن ما قويت عليه النية)).
٣) الاستشعار بمحضر الله جل جلاله، ((اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
٤) استشعار عرض صحيفة أعمالك على النبي (ص) والأئمة (ع) وإمام الزمان (عج)، وما تسببه معاصينا من حزن وألم لهم. ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
٥) ابعاد المسببات والدوافع.
٦) الصوم.
٧) ممارسة الرياضة.
٨) التخطيط: وذلك بوضع خطة كاملة لمواجهة الزمان والمكان اللذان يمكنك فيهما ممارسة هذه العادة السيئة المحرمة.
ثانيًا: في الحمام:
١) تقليل وقت البقاء في الحمام.
٢) الدعاء قبل الدخول.
٣) الانشغال بالذكر.
٤) تجنب مشاهدة العورة.
ثالثًا: في الفراش:
١) الوضوء قبل النوم.
٢) عدم النوم بمفردك.
٣) الذهاب للفراش عند الانهاك التام.
٤) التلفظ بأذكار ما قبل النوم.
٥) عدم التعرّي وقت النوم.
٦) محاسبة النفس قبل النوم، ومعاقبتها بالعبادة عند الخطأ، ومكافئتها عند فعل الصواب.
واختتم الحديث بالدعوة لعدم اليأس، والاصرار والمحاولة على ترك هذه العادة بالتوبة النصوحة، والدعوة للاكثار من حضور مجالس المؤمنين، للتواصي بالحق والصبر. قال تعالى: ((والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).
وفي ختام المحاضرة، تقدم القائمون على البرنامج نيابة عن إدارة ومعلمي ومنتسبي مشروع تعليم الصلاة بجزيل الشكر والتقدير لسماحة الشيخ هاني البناء، على حضوره ومشاركته المميزة بخصوص هذا الموضوع الخطير والحساس، متمنين له دوام التوفيق والسداد.