لقاء مع آباء وأمهات المراهقين ضمن برنامج شرف التكليف
استضاف برنامج شرف التكليف سماحة السيد ميثم المحافظة للمشاركة في “لقاء مع آباء وأمهات المراهقين”. وذلك مساء الأربعاء الموافق 9-3-2016م بمأتم السنابس.
قدّم سماحة السيد لمحاضرته بمقدمتين: تحدث في الأولى عن الأدب القرآني في تعامل الأب مع ابنه، (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ، وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير )). حيث وضّح السيد أسلوب التخاطب الراقي الذي تبينه الآيات القرآنية، إضافة لبيان الجزاء للأمور الإيجابية، والعواقب للأمور السلبية، الأمر الذي يجعل النصيحة أثبت في القلب. كما أن الآيات الكريمة وضحت أسلوب التمثيل والتشبيه، والذي له بالغ الأثر في تثبيت النصيحة.
وفي مقدمته الثانية أوصى سماحة السيد أولياء الأمور بتعويد أبنائهم على سؤال العلماء واحترامهم وتقديرهم، والحث على ملازمة مجالسهم، قال الإمام الصادق (ع) “يا بني .. جالس العلماء، فلو وضع الله العلم في قلب كلب لأعزه الله وأحبه. يا بني .. جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك”.
استطرد السيد بعدها حديثه بادئًا بمقطع من وصية أمير المؤمنين (ع) لابنه الإمام الحسن (ع): “إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء إلا قبلته”، شارحًا ذلك بأن الأسرة هي المصنع، وهي المسؤولة عن المنتج النهائي، وستحصد ما تزرعه. وأوصى السيد بضرورة تحقيق الوازع الديني العبادي لدى الأبناء، والخوف من الله
بخلق قناعة داخلية لديهم، والحرص على متابعتهم بأداء الفرائض وتحبيبها عندهم، قال تعالى: ((وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها))، وأن الأولاد يؤمرون بالصوم إذا أطاقوا ولو بعض النهار، وأنهم لا يمنعون من الصوم إذا أرادوا أن يصوموا من الصغر. وواصل الحديث حول تناول الأحكام الشرعية من الحلال والحرام داخل المنزل، وتعريف الأبناء في عمر البلوغ بهذه المصطلحات، يقول الصادق (ع): “الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين”، وأرشد أولياء الأمور إلى اعطاء كل مرحلة حقها، ليسير أبنائهم وفق الحالة الطبيعية.
انتقل بعدها سماحة السيد لبيان مجموعة من جوانب النمو المفترضة في هذه المرحلة. فبدأ بالنمو العلمي والتفقه، داعيًا لحث الأبناء ومتابعتهم في حضور مشاريع التعليم الدينيّ، والذين يقومون بمسؤولية التفقيه والتعليم. وأضاف بأن موضوع التقليد هام جدًا لتحسيس المراهق بالتدين، ومراقبة النفس. كما اقترح سماحته فكرة المكتبة الصغيرة، بتوفير مكتبة خاصة للإبن، يقوم بتزويدها بالكتب المفيدة، وقصص سير الأنبياء والأئمة (ع). وبيّن ضرورة توفير الأجواء الإيمانية والعلمية بقراءة القرآن الكريم، والاهتمام بأداء الصلوات وخصوصًا صلاة الفجر في أوقاتها.
ثمّ تطرق السيد للنمو العقائدي، وأن هذه المرحلة الحساسة تخلق العديد من الانحرافات العقائدية، مستشهدًا برواية عن الإمام الصادق (ع): “بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة”، وتقاس الرواية على جميع الأفكار المنحرفة. وأوضح السيد بأن تقوية هذا الجانب يكون بملازمة الإبن لحضور المناسبات الدينية، والمشاركة الفاعلة فيها.
وأطلق السيد شعار “وبدأ القلم”، والذي من شأنه تعزيز النمو الأخلاقي والسلوكي لدى المكلفين، ويخلق حقيقة الخوف من الله سبحانه وتعالى. وفي النمو الاجتماعي، تكلم سماحة السيد عن إشراك الأبناء في الأعمال العامة داخل المجتمعات، والاسهام في تفعيل اللجان العاملة داخل المساجد المآتم ومشاريع التعليم والأعمال الخيرية وغيرها، يقول الصادق (ع): “الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين”.
واختتم سماحة السيد ميثم المحافظة بالدعاء للمكلفين بالهداية والصلاح، والشكر للقائمين على البرنامج. بعدها فسح المجال لاستقبال مداخلات واستفسارات أولياء الأمور الأفاضل.
الجدير بالذكر أن برنامج شرف التكليف هذا العام موحد بين مشاريع التعليم الدينيّ بقرية السنابس:
مشروع تعليم الصلاة – السنابس
مشروع تعليم الصلاة والقرآن – السنابس الشرقية
مركز المجتبى الإسلامي – اسكان السنابس